ذهبت إلى الطبيب فقلت له :
قد سال
الدمع على خديي فما انقطع ولا اندثر
فقال : أحزنا على من هجر ؟
أم عيب
بالعين قد ظهر ؟
وهل هناك أغلى ممن
رحل ؟
سأظل
أبكي عليه أمد الدهر
وأنعي فراقه ما بقيت لى
حياة فى هذا الزمان
أو يعود
فيصافحنى القدر
أو ترضى
الأيام عن ضيفها بعد كل ما قد قدر
إلهى فقدت
حبيبتي وظلمت نفسي فهل هذا
الذنب قد يغتفر؟
فمتى أنعم بطيب عيش وتحل عني
لعنة هذا القدر ؟
أيها
الطبيب هل العيب بالأحداق ؟
أم شرخ يتأجج هنالك فى
الصدر؟
أورث
حسرة فى النفس فسال الدمع المنهمر
أيا مدينة الذكرى
أستودعك أغلى من أحببت فحافظى
وذكري يوما
جميلا قد مر
أو لحظة
حلوة من لحظات السهر
لعلها تفتح بابكِ يوما فأعود
ويجتمع الشمل بعد ما تبعثر
وتحيا أجمل
ليالى القمر
أيها القبر
فلتتهيأ لضيفك فما أصبح يطيب لي عيش هى تنقصه
فميت من عاش دون حبه وإن طالت أيامه وانفسح
العمركنت أخفى
هواكِ فى الضلوع فما استطعت كتمانه وانتشر الخبر
فبات جرح فى الفؤاد
ينزف وأقامت دموعى على خديي جسرا من الآهات والعبر
فوالله لو كان فراقكِ جسيما
لحبكِ أكبر
سأفشى سره على خلق الله كلهم فقد لا يكون هنالك على الأرض من كفر
أيها
الطبيب هل عرفت الداء ؟ أم لازال عنك مستتر؟
وإن عرفته أعندك
الدواء ؟ أم أنك بالعاشقين تدعى النكر ؟
وإن نصحت فلا تقل : إذهب تنقشع
الغمامة وينزل المطر
فقد
قضي الأمر
وأصبح اليوم عن
الأمس قد تغير
فقال
الطبيب : فتاي قد أغلقت بابك فى نصحى فكيف أعالج جسداً
قد براه
الحب وروحاً قد هامت خلف من رحل
فليتها تسمعنى فقد يكون عندها
الخبرأو ترق فيغرد
الطير فوق الشجر
أو تفتح باباً يرجوه الأمل غايةً فهل يصل إليه ؟
أم فى
الطريق يتعثر ؟
أيها
الطبيب أتتكهن الدواء ؟ أم أنك تخطب فوق المنبر ؟
أيها
الجرح يبدو أنك لن تشفى فمن أضناك قد رحل
أيتها
الدموع لن تنتهي فمن تزرفين عليه لن يعود مهما طال
العمروذاك حكم
القدر